صاحب هذه الابيات .. ذلك الاحساس الذي يلاحقني عبر أروقة الزمان , فلم يلحق بي .... كنت أسرع من الضوء لحظة ولادته .. وكنت أكبر من المكان وقت أنبساطه .. وكنت أعلم بأنه سوف يلحق بي عند أطراف محيطه ....وما لبثت حتى أحسست بجوارحه ..وبأنفاسه المتعطشه , تقترب .. كنت مرتبكاً وخائفاً .. وهو مشتاقاً وملهوفاً ... حينئذاً أمسك بذراعي وقال .. لاتخف مني .. لانني أريد أن أسقيك هذه الكلمات التي لطالما بحثت عنك حتى تحتويها .. (( فقال )) ذلك الاحساس :-
غرامي ووجدي بالذي كان بالسماء
مصاناً فأمسى بين النجـوم أسيـرا
دار بـي الكـون الفسيــح لحظـةً
فلم أجــد أجمــل منه تعبيـــراً
يشع نـوره بين الغيـوم وينسـدل
ستاراً فيعكس صورته ماء الغديـراً
روحـه ممزوجـةً بالذهـب المصفـى
وريحه صار المســـك فيه أجيــرا
نسيـم الصبا يدرك الفؤاد حسنـه
وحسن الورد بما يجود عليا عبيراً
أيا معشـر العشـاق بالله خبـروا
إذا حل عشقـاً بالفتى كيف يصيـرا
يـدارى هـواه ثم يكتـم سـره
خوفــاً من أن يجف مــاء الغديرا
فكيف يدارى والهواء قاتل الفتى
إذ ليس للهـــوى سابقاً ونذيــرا